مدينة قرمدة
تاريخ قرمدة جزء لا يتجزأ من تاريخ مدينة صفاقس ككل حيث تأثرت بكامل الحقبات والمراحل التاريخية التي عرفتها صفاقس إلا أن ذلك لا يمنع من وجود بعض الخصوصيات التي ميزت تاريخ منطقة قرمدة خاصة عبر التاريخ الحديث وبالتالي سوف تقع بلورة المسار التاريخي لقرمدة من خلال تاريخ مدينة صفاقس حيث انحصرت الحياة المدنية للمدينة في مطلع القرن التاسع عشر داخل أسوار المدينة والتي لم تشيدها أثناء العهد الأغلبي ما بين سنوات 850هـ .
ومع نهاية القرن الثامن عشر ميلادي واعتبارا للحركة الاقتصادية خاصة التجارية التي عاشتها الحضارة الإسلامية بدأت المدينة تنفتح على محيطها من خلال البحر ومن خلال حقول الزيتون والأشجار المثمرة (الغابة) حيث شيدت بها مساكن (أبراج) أو كما اصطلح على تسميتها بأثر المؤرخ محمود مقديش "نزهة الأنظار" "قصر" التي ظلت إلى منتصف القرن التاسع عشر كمحور إقامة ثانوية تستعمل خاصة خلال فترة الصيف.
و من مميزات سكان صفاقس امتلاكهم لمساكن صيفية بنيت في البساتين الشاسعة المحيطة بالمدينة تعرف بالقصور او الابراج و التي تمتد على 10 كم، و في منطقة قرمدة كانت هذه البساتين “الأجنة” تمسح حوالي 15000 هك يتوسطها طريق “ثنية” قديمة كانت تمثل طريق القوافل بين صفاقس و القيروان أصبحت تسمى ثنية قرمدة وهي الطريق الوطنية رقم81 .
و بعد أن غصت المدينة العتيقة بالسكان و أصبحت غير قادرة على استيعابهم، انتقل عدد كبير من الصفاقسيين للعيش في الابراج التي أصبحت المسكن طوال العام منذ القرن 18م، شيئا فشيئا أفرزت هذه الحركة السكانية من المدينة الى البساتين تجمعات سكانية واقتصادية عرفت بالمراكز علـى غرار مركز كمون ومركز سحنون وبالرجوع إلى المؤرخ المعاصر بوبكر عبد الكافي كان أول تجمع سكني شكل نواة مدينة قرمدة هو مركز كمون الذي يقع علـى بعد 6 كم شمال مدينة صفاقس وترجع نشأته إلى سنة 1886 ثم تتالت التجمعات السكنية أو المراكز كمركز سحنون ومركز العيادي التي شكلت لاحقا مكونات مدينة تتضمن منشآت اقتصادية واجتماعية لتغطية الحاجيات الأولية للمتساكنين ولعل النشاط الفلاحي للمدينة أفرز بـدوره نـشاطا اقتصاديـا تبـينه معاصـر الزيتون التي تواجدت بالمنطقة مع بداية القرن العـشرين.
ولعل النشاط الفلاحي للمدينة أفرز بـدوره نـشاطا اقتصاديـا تبـينه معاصـر الزيتون التي تواجدت بالمنطقة مع بداية القرن العـشرين.
ما هو رأيك في خدمات التنوير العمومي
ما هو رأيك في خدمات التنوير العمومي
-
ممتازة (13%)
-
جيدة(24%)
-
قابلة للتحسين(43%)
-
بدون تعليق(15%)